أجي تعرف "تمويل الحافلات الجديدة بمراكش: و الخطوة استراتيجية لتحديث خدمات النقل الحضري"" ورقمنته

بقلم ذ الحسين العطشان 

تدخل مدينة مراكش مرحلة جديدة في مسار تحديث منظومة النقل الحضري، عبر مشروع واسع لتجديد أسطول الحافلات وتطوير بنيتها التنظيمية والرقمية. ويأتي هذا الورش ضمن البرنامج الوطني لدعم النقل الحضري، الذي رصدت له الدولة غلافًا ماليًا يقارب 11 مليار درهم لتأهيل قطاع النقل بعدد من المدن المغربية، من ضمنها مراكش.

تمويل متكامل ومتعدد الشركاء

يُعتمد في تمويل الحافلات الجديدة على مقاربة تشاركية تجمع بين:

الدولة عبر صندوق دعم إصلاح النقل الحضري؛

جهة مراكش آسفي؛

مجموعة الجماعات “مراكش للنقل”؛

هذا النموذج التشاركي يهدف إلى ضمان تمويل مستدام يغطي الحافلات، والبنية التحتية، والأنظمة الرقمية، والجانب التنظيمي الذي يشكل عنصرًا محوريًا في نجاح التجربة.

أسطول حديث ومواصفات تقنية متطورة

بادرت مراكش إلى إطلاق طلب عروض لاقتناء أزيد من 300 حافلة جديدة كدفعة أولى، مع دفعات لاحقة لتعزيز الأسطول بشكل تدريجي.

الحافلات الجديدة تتميز بـ:

معايير بيئية أفضل (انبعاثات منخفضة)؛

ولوجيات مريحة لذوي الاحتياجات الخاصة؛

أنظمة معلومات رقمية مدمجة داخل الحافلة.

تنظيم جديد لشبكة النقل

إلى جانب تجديد الأسطول، تعمل المدينة على إعادة هيكلة شاملة لشبكة الخطوط، بهدف:

تحسين الربط بين الأحياء؛

تقليص زمن الانتظار وزمن الرحلة؛

خلق انسجام بين الحافلات وباقي وسائل النقل الحضرية؛

تعزيز التنسيق بين المستودعات وخطوط التشغيل عبر أنظمة تسيير حديثة؛

اعتماد نموذج تدبير مفوض أكثر فعالية، يحدد بوضوح مسؤوليات التشغيل والمراقبة.

الهيكلة الجديدة ستعتمد على خريطة خطوط أكثر وضوحًا، مع تحديد أولويات الخدمة حسب الحركية داخل المدينة.

رقمنة واسعة لخدمات النقل

يمثل التحول الرقمي أحد أبرز مميزات المشروع، إذ ستعرف مراكش إدماج مجموعة من التقنيات الحديثة في منظومة النقل، أبرزها:

التذاكر الإلكترونية بدل الدفع التقليدي؛

بطائق اشتراك ذكية يمكن تعبئتها عبر الهاتف أو منصات رقمية؛

شاشات معلومات داخل الحافلة تعرض المحطات التالية ووقت الوصول؛

أنظمة تتبع الحافلات GPS لضبط أوقات المرور وتحسين احترام الجداول الزمنية؛

مراكز قيادة رقمية لمراقبة الحركة وضمان استمرارية الخدمة في الوقت الحقيقي.

هذه الرقمنة ستتيح للمستخدمين الحصول على معلومات دقيقة حول خطوط النقل، وتتبّع الحافلات مباشرة عبر تطبيقات خاصة.

أثر مباشر على حياة المواطن

من المتوقع أن ينعكس هذا المشروع بشكل إيجابي على يوميات الساكنة من خلال:

رفع جودة الخدمة؛

تقليص الاكتظاظ والفجوات الزمنية بين مرور الحافلات؛

تعزيز ثقة المواطن في النقل العمومي؛

تحسين صورة مراكش كمدينة سياحية عالمية تتوفر على نقل حضري حديث..