سوبراتور إلى الواجهة… هل تنجح في إنهاء معاناة المراكشيين مع الحافلات؟

تعيش مراكش في هذه الأيام حركية غير مسبوقة داخل كواليس قطاع النقل الحضري، بعدما بلغت مسطرة اختيار المفوّض الجديد مراحلها الأخيرة، لتُسفر في النهاية عن حسم الصفقة لفائدة شركة سوبراتور التابعة للمكتب الوطني للسكك الحديدية، عقب دراسة دقيقة للملفات التقنية والمالية المقدمة.

وجرى إخبار الشركة بشكل رسمي باعتماد عرضها، تمهيداً للشروع في وضع التصورات الأولية لخطة العمل التي ستوجّه المرحلة المقبلة من تدبير هذا المرفق الحيوي، في انتظار الشروع في تنزيلها على أرض الواقع خلال الأيام القليلة المقبلة.

هذا التطور يأتي في وقت تتنامى فيه معاناة السكان مع اختلالات متراكمة في المنظومة الحالية للنقل، حيث بات التنقّل داخل المدينة يشكل عبئاً يومياً لآلاف المواطنين، في ظل قصور واضح عن مواكبة توسّع مراكش وحاجياتها المتزايدة. فالنخيل الشمالي وحي دار التونسي يعيشان على وقع نقص حاد في الحافلات وطول الانتظار، بينما يعاني سكان المحاميد وتامنصورت من غياب تغطية حقيقية تربط أحيائهم بالمراكز الحيوية، خصوصاً خلال ساعات الذروة. وفي سيدي يوسف بن علي، تتكرر مشاهد الاكتظاظ والتأخر، ويجد التلاميذ والعمال صعوبة في العثور على حافلات غير مكتظة، فيما تعرف الداوديات وشارع آسفي والعزوزية والمسيرة اختلالات مماثلة تتعلق بتهالك الأسطول وعدم انتظام المرور.

هذه الوضعية خلقت حالة من الترقب لدى الساكنة، التي تأمل أن يشكل دخول سوبراتور بداية لإصلاح جذري يعيد للنقل الحضري مكانته، من خلال أسطول حديث، شبكة أوسع، واحترام صارم للجداول الزمنية، بما ينسجم مع صورة مراكش كمدينة عالمية تستحق منظومة نقل ترقى إلى مستوى تطورها ومكانتها.