Preloader Image
news خبر عاجل
clock
مراكش: حراس سيارات لا سلطة لهم سوى سلطة الفوضى… حين تتحوّل نقطة بشارع عبد الكريم الخطابي إلى ملكية خاصة

مراكش: حراس سيارات لا سلطة لهم سوى سلطة الفوضى… حين تتحوّل نقطة بشارع عبد الكريم الخطابي إلى ملكية خاصة

لم يعد المشهد في احدى نقاط شارع عبد الكريم الخطابي مجرد فوضى عابرة، بل صار اعتداءً يومياً منظماً على حقّ المواطنين في التنقل والتوقف، بعدما تحوّل جمعٌ من الحراس إلى قوّة موازية تُمارس وصايتها على الشارع، وتتصرف في الملك العمومي كأنه أملاك خاصة ورثوها جيلاً عن جيل.

مشهد المخاريط البلاستيكية الحمراء لم يعد وسيلة لتنظيم حركة السير، بل صار سلاحاً لابتزاز السائقين، حيث يقف بعض هؤلاء الحراس كأنهم “حُكّام الأرصفة”، يمنحون المواقف لمن يشاؤون، ويمنعون من يشاؤون، ويقررون من يحق له الوقوف ومن يُجبر على الرحيل.

الدراجات النارية تُحشر وتُصفّ عمودياً تحت دعوى “أخذ حيّز أقلّ”، بينما الحقيقة واضحة لا تحتاج تفسيراً: احتلال أكبر مساحة ممكنة من الشارع لتظل السيطرة كاملة في يد من لا يملكون أي صفة قانونية.

السائق الذي يقترب من الموقف يجد المخاريط مصطفّة كأنها جدار صدّ، ويجد أمامه شخصاً لا سلطة له سوى سلطة الفوضى، يخاطبه بنبرة الأمر:

“المكان محجوز….”

أي قانون هذا؟

ومن منح هؤلاء سلطة الحجز والمنع؟

وكيف يتحوّل شارع رئيسي في مدينة عالمية إلى فضاء تحكمه عقليات تتصرّف بمنطق الغنيمة والسطو؟

الملك العمومي، الذي هو ملك لجميع المواطنين، صار اليوم ضحية عصابات صغيرة تفرض جبايات يومية بغير وجه حق، مستغلة غياب الردع وتراخي الرقابة.

الخطير في الأمر أنّ هؤلاء الحراس يتحركون بثقة مفرطة، وكأنهم فوق القانون، لأنهم يدركون أن احتمال التدخل ضعيف، وأن المواطن غالباً يفضّل الصمت تفادياً للصدام.

وكلما ازداد الصمت، ازدادت الجرأة، وتحوّل الاحتلال إلى أمر واقع، يتكرر كل ليلة دون خوف أو حياء.

“الشارع صار محتجزاً… نحن ضيوف عند أشخاص لا يملكون أي حقّ فيه.”

“إنه ابتزاز منظم تحت عنوان حراسة، والحقيقة أنه احتلال.”

مدينة بحجم مراكش، التي تُراهن على السياحة العالمية، والمشاريع الكبرى، والواجهة الحضارية، لا يمكن أن تُترك رهينة لمظاهر الانفلات البدائي.

شارع رئيسي يحتله أشخاص يفرضون إتاوات، ويُغلقون المواقف، ويقررون مصير المارة، هو مشهد يُسيء للمدينة ولسمعتها ولروح القانون.

إنّ ما يحدث لا يحتاج فقط إلى ضبط، بل إلى إعلان رفض صريح وصارم لهذا السلوك الذي ينتهك الملك العمومي، ويُهين المواطن، ويحوّل الشارع إلى منطقة نفوذ لا علاقة لها بدولة القانون.

الملك العمومي ليس غنيمة،

والشارع ليس ضيعة،

ومراكش ليست مدينة متروكة لمن يريد أن يفرض سلطته في الظلام.

اترك ردا

إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

اخبار ذات صلة

تابعنا

أفضل الفئات

يرجى قبول ملفات تعريف الارتباط لتحسين الأداء