Preloader Image
news خبر عاجل
clock
من منصة الشرف الى محكمة التفاهة ....لماذا يزعجهم نجاح النساء المغربيات

من منصة الشرف الى محكمة التفاهة ....لماذا يزعجهم نجاح النساء المغربيات

كفاءات مغربية في قطر… حين يتحوّل النجاح النسوي إلى هدف للتجريح المجاني

بقلم ذ الحسين العطشان 

في مشهد عادي داخل فضاء رياضي دولي، تحوّل حضور فتيات مغربيات بإحدى المنصات الخاصة خلال مباراة المنتخب المغربي إلى موضوع جدل غير مبرّر. جدل لم يكن سببه سلوك خارج السياق أو تصرّف مشين، بل نابع من ذهنية لا تزال تنظر بعين الريبة إلى نجاح المرأة، خصوصاً حين يكون هذا النجاح مغربياً وخارج الحدود.

لقد سارع بعض أصحاب الأحكام الجاهزة إلى إطلاق توصيفات مسيئة ومصطلحات مخجلة، في محاولة بائسة لتشويه صورة فتيات لا يجمعهن بالمشهد سوى الكفاءة والاستحقاق. والحقيقة التي تجاهلها هؤلاء، أن الأمر يتعلق بمهندسات مغربيات يشتغلن في شركات كبرى بقطاع النفط والغاز بدولة قطر، بعد مسارات أكاديمية ومهنية مشرفة.

ومن بينهن مريم شرايبي، ابنة مدينة آسفي، مهندسة بترول، سبق للقناة الثانية المغربية أن أنجزت معها لقاءً صحفياً، باعتبارها نموذجاً للمرأة المغربية التي فرضت نفسها بالعلم والعمل، لا بالصدفة ولا بالاستعراض. مسارها، كما مسار زميلاتها، يعكس صورة المغرب الذي يصنع كفاءاته ويُصدّر عقوله إلى العالم.

المؤسف في هذا الجدل ليس حضور هؤلاء النساء في فضاء مخصص للشخصيات الوازنة، بل استمرار بعض العقليات المتحجرة في تحويل كل نجاح نسوي إلى مادة للتشكيك، بدل أن يكون مصدر فخر جماعي. فبهذا المنطق، لا يُساء إلى المرأة فقط، بل تُساء إلى صورة الوطن الذي ننشد له التقدّم والاحترام.

إن المغرب اليوم في حاجة إلى ترسيخ ثقافة الاعتراف بالكفاءة، رجلاً كان أو امرأة، داخل الوطن أو خارجه. وكمغاربة، لا يسعنا إلا أن نعتز ونفتخر بنساء يمثلن بلدهن أحسن تمثيل، في مناصب سامية، داخل كبريات الشركات العالمية، بل وحتى داخل مؤسسات رسمية وتشريعية بدول أجنبية. فهؤلاء هن الصورة الحقيقية للمغرب الحديث: كفاءة، طموح، وحضور مشرف في المحافل الدولية.

اترك ردا

إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

اخبار ذات صلة

تابعنا

أفضل الفئات

يرجى قبول ملفات تعريف الارتباط لتحسين الأداء